الاثنين، 7 سبتمبر 2015

قزم كفيف ترعاه والدته بـ «السنيطة» .. ينتظر زيارة «محلب»

لم يجمع صنع الله إبراهيم خيوط روايته «حكاية بنت اسمها ذات» من الخيال فحسب، بل استند إلى واقع المهمشين، وربما لم يدرِ وهو ينسج خيوطها أن هناك من هم أكثر تهميشاً، وأن «ذات» أخرى على الطرف الآخر من المدينة بانتظار يد تساندها، تجذبها من واقع لم تختره، إلى حياة طالما تمنتها هى وطفلها الذى صار رجلاً، لكنه لا يزال كالطفل فى احتياجه إليها.
17 عاماً فقط هى الفارق بين «ذات» المسنة ابنة الـ68 عاماً، و وحيدها عبدالباسط السيد أحمد حسن، الذى أتم عامه الأول بعد الخمسين. لم يأذن القدر للمرأة العجوز بمن يرعاها، فقد ظل الابن حملاً على كتف الأم، ربما لظروفه التى ولد بها قزماً، وربما للظروف التى جدت عليه، حين فقد بصره .
في عزبة عيد التابعة لقرية «السنيطة» مركز فاقوس ، احتمت الأم و وحيدها بالفقر والعوز، منذ أن فقدت زوجها الذى رحل دون أن يترك لها السند :- «ملناش من بعده غير ربنا.. هو اللى يتولانا، ومعاشه اللى مكمّلش 400 جنيه» . 
المعاناة الحقيقية عاشتها الأم منذ أن علمت بظروف ابنها الوحيد، وقتها أصبحت له الحياة بما فيها، لا يأكل أو يتحدث إلا معها، هى دليله ومفسر كل حركاته وإيماءاته فى الحياة، هى والعصا التى يستخدمها فى الحركة أو هش القطط والكلاب التى تسرق طعامه، زاد كل هذا بفقدانه البصر قبل 10 أعوام، ولخص الأطباء معاناته وحلها فى إجراء جراحة بالليزر، لم تستطع الأم توفير نفقاتها، ورغم شيخوختها ظل عبدالباسط شغلها الشاغل، تحاول من خلال خدمته تعويضه ما فقده من فرص فى هذه الحياة، لا تخشى شيئاً سوى ذلك اليوم الذى تغادره فيه ، مما يزيد أوجاعها وآلامها، هنا تتعلق بأمل وحيد :- «آه لو جه محلب يزورنا !!  مين عالم يمكن أحوالنا تتبدل» .