الأحد، 29 مارس 2015

«قنتير» عاصمة مصر القديمة تتحول إلى مزار سياحي يهودي

قرية «قنتير» التابعة لمركز فاقوس ، لها أهمية كبيرة لدى اليهود لاعتقادهم أنها مهد سيدنا موسى ومسرح الأحداث مع فرعون . 
“قنتير، وتل الضبعة، وعزبة حلمى، وعزبة رشدى”، يمثلون مربعاً أثرياً قديماً على فرع النيل الذى كان له 7 فروع عبارة عن أشباه جزر ساحرة يحيط بها النيل من 3 جهات .
عندما غزا الهكسوس مصر اتخذوا هذه المنطقة كعاصمة لهم، إلى أن جاء أحمس وطردهم ودمر المدينة التى كانت تعرف باسم “أواريس” أو “حات وعرت”، وعندما جاء رمسيس الأول عادت المدينة مركز لحكمه، لكن ابنه رمسيس الثانى أقام بالفعل عليها عاصمة لمصر لمدة 67 سنة، وبنى فيها قصوراً ومعابد واسطبلات خيل وحدائق، وكانت مساحتها تقترب من 15 كيلو متراً.
كانت تسمى وقتها “برعمسيس” أو “مدينة رمسيس” واستمرت عاصمة لمصر طوال حكم الأسرتين الـ19 والـ20 قبل أن تنتقل إلى صان الحجر فى عهد الأسرة الـ21 ثم تل بسطا فى عهد الأسرة الـ22، وكلها لا تبعد عن بعضها كيلو مترات قليلة.
يقول أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع :- (إن قرية قنتير قائمة على أطلال مدينة “برعمسيس” لتكون مقر الحكم فى شرق الدلتا، وتنطلق منها الجيوش المصرية المتجهة إلى الشرق؛ نظراً لقربها قياسياً من مدينة طيبة، مشيراً إلي أن بيوت وأراضي القرية قائمة على مدينة قديمة كنوزها مدفونة، ويرجع الفضل فى لفت الأنظار للقرية إلى الأثري المصري محمود حمزة سنة 1927 عندما اكتشف أن القرية كانت عاصمة رمسيس الثاني، وإلى عالم الآثار لبيب حبشي أيضاً) .
وأوضح “جمال” أن أهمية وخطورة المنطقة تكمن فى الاعتقاد السائد لدى اليهود بأن رمسيس الثاني هو فرعون مصر الذى ورد ذكره فى القرآن الكريم ضمن قصة سيدنا موسى عليه السلام، ولذلك هناك اهتمام يهودى غير عادى بالمنطقة باعتبارها “مدينة الخروج” والتى فر منها اليهود هربا من مصر، مضيفاً :- “بسبب سيطرة اليهود على أجهزة الإعلام فى أوروبا وأمريكا، فهم يروجون لهذه الحكايات، فبعض وسائل الإعلام الغربية واليهودية تأتى إلى قنتير لتصوير معالم القرية، وإحدى محطات التليفزيون الأمريكية جاءت وفى ذهنهم تصور معين يمنعهم من سماع الرأي العلمي، استمرت تلك الأقوال التى لا تستند على أى رأي علمي أو دليل حتى تحول الأمر إلى مولد أبوحصيرة الذى يزوره اليهود بصفة مستمرة”.
ويروي منسق حركة سرقات لا تنقطع :- “أثناء صلاة الجمعة فى قرية قنتير ، فوجئ أهالى القرية بأتوبيسات تدخل المنطقة وتحديداً منطقة آثار أبو شافع التى تقع بجوار مسجد التوحيد بالقرية، تصور أهل القرية أن هؤلاء سياح هدفهم زيارة الآثار، رغم أن المنطقة ليست مدرجة ضمن الخريطة السياحية؛ نظراً لقلة الآثار، فهم ليسوا معتادين على قدوم سياح، لكن من مشاهدتهم لطقوس غريبة تحدث عند الأثر والاهتمام المبالغ فيه، جعل الشك والريبة تسيطر على الموقف، بعد ذلك انكشف الموضوع بأن هؤلاء السياح كانوا من اليهود يريدون مولدا لهم مثل أبو حصيرة؛ لاعتقادهم أن تلك الأرض مسرح أحداث قصة سيدنا موسى وفرعون”.
وأشار إلي أنه منذ توقيع اتفاقية السلام، حرصت إسرائيل على وجود بعثات فى منطقة قنتير وتل الضبعة ؛ لأنهم يعتقدون أن أحداث سيدنا موسى وفرعون وقعت فى تلك المناطق، متابعاً أنه بعد الاتفاقية، تم إرسال بعثة بقيادة الأثري “إدجار بوش” تتولى منطقة قنتير، إضافة إلى البعثة الصهيونية النمساوية برئاسة “مانفريد بيتاك” لتل الضبعة .