«العدوة» مثل كل قرى مصر.. بسيطة مثل أحلام أهلها البسطاء، الذين يأملون أن تتغير حياتهم ويخرجون من شقاء الفقر والمرض إلى عالم الحياة الكريمة.. صارت القرية الآن محط جميع الأنظار بعد أن نجح ابنها محمد مرسى فى الوصول إلى كرسى الرئاسة.
ومثلما يقول شقيقه، حسين مرسى، فإن مرسى بدأ حياته عصامياً مثل معظم أبناء القرية، وقرى مصر عموماً، ويضيف: «كل فرد فى أسرتنا إعتمد على نفسه فدخل الأسرة كان بسيطاً وكنا نعمل جميعاً لمساعدة الوالد، وكان الدكتور مرسى يساعدنا فى هذا، لذا فإنه لا يمتلك سوى شقة فى الزقازيق وأخرى إيجار بالقاهرة، و10 قراريط بالعدوة و40 متراً من منزل والدنا».
وتابع حسين «أن والدهم توفى بعد عودة مرسى من أمريكا بسنتين، فأصبح بمثابة الأب للعائلة».
وعن أهم ما تعلمه حسين من شقيقه يقول: «الحوار الحسن وتجنب المجادلة، وأتذكر عندما كان مدرساً بالجامعة، وكنت وقتها طالباً فى كلية التربية، رفض رفضاً قاطعاً إطلاعى على النتيجة طالباً الإنتظار حتى تعلق أمام الجميع، هو لا يحب الوساطة أو المحسوبية».
وأضاف أن مرسى منذ كان أستاذاً فى الجامعة لم يكن له دخل سوى راتب وظيفته، حتى أنه كان يرفض التربح من الكتاب الجامعى وكان يبيعه بسعر التكلفة.
ولفت حسين أنه لم يكن يتوقع أن يصبح شقيقه رئيساً للجمهورية وأضاف «مرسى ذاته لم يخطر بباله مثل هذا الأمر، ولكن هذا رأى الإخوان، وأتمنى أن تكون فترة رئاسته مثل عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز».
وأبدى إنزعاجه من الشائعات التى أطلقت على مرسى و من بينها أنه مصاب بالصرع مبيناً «الحقيقة أنه كان مصابا بورم حميد وتم إستئصاله».
وطالب الإعلام بالتوقف عن ترويج الشائعات، مؤكداً إعتراضه على أسلوب توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، وأضاف «ليس من الحرية أن كل من يمتلك قناة أن يتعرض للناس بأسلوب غير أخلاقى، فالإعلام رسالة عظيمة، ومصادر عكاشة كلها كاذبة».
من جانبه، قال محمد سعيد، ابن شقيق مرسى، إنه توقع فوز عمه، على الرغم من الضغط العصبى الذى واجهه بسبب تضارب الأنباء والتكهنات حول الفائز فى انتخابات الرئاسة، وأشاد بنزاهة القضاء ودور المجلس العسكرى، وطالب سعيد من الرئيس المنتخب أن «يتقى الله فى الشعب وأن يفى بجميع وعوده، وندعو الله العظيم أن يعينه على حمل هذه المسئولية».
أما محمد أحمد صابر من أبناء عمومة الرئيس المنتخب فيقول إن مرسى تحمل تربية أشقائه الخمسة بعد وفاة أبيه، ورغم ذلك كان متفوقاً فى دراسته فقد كان مميزا بين الطلاب وملتزماً دينياً، وأضاف أن مرسى إنتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية، وعمل معيداً ثم خدم بالجيش المصرى (1975 1976) كمجند بسلاح الحرب الكيماوية بالفرقة الثانية مشاة، وتزوج فى 30 نوفمبر 1978 و رزق بخمسة من الأولاد هم أحمد وشيماء وأسامة وعمر وعبدالله، وله 3 أحفاد.